الأربعاء، 30 سبتمبر 2009


" كيف تخطط لحياتك " للدكتور صلاح الراشد

لاستفيد منها لنفسي ولأولادي "الرسالة والرؤية"

والآن سوف آخذك في جولة روحانية نفسية عقلية وخيالية خطوة بخطوة تنتهي فيها بوضع رسالتك ورؤيتك في الحياة الدنيا والآخرة بإذن الله. اهم شيء قبل البدئ

هو انك فعلا مستعد لذلك، وبعد ما تضع خطتك لحياتك ورؤيتك وتتبع بعض الإرشادات التي سأذكرها لك سوف تفاجأ من التغييرات التي ستطرأ على حياتك، وسترى أبواب التوفيق تتفتح لك، وستشعر بأن لحياتك معنى، ستحب الحياة ولن تهاب الممات. إن هذا البرنامج ليس لعمر معين بل لكل الأعمار، وليس لثقافة معينة أيضا. إن هذا البرامج لكل إنسان يود أن يضع لحياته معنى، وأن يتعلم كيف يحقق أمانيه بطريقة تضمن له النجاح بعون الله، بشرط المتابعة والتطبيق لهذا البرنامجنسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل 3% من مجموع الناس كلها، وأن هذه النسبة القليلة !!! - إن التخطيط أهم سر في نجاح الناجحين في الدنيا، 2- أن تكون للإنسان رسالة ورؤية. إن الرسالة والرؤية أهم ما يجب أن تضعه لنفسك الآن.

خمسة أنواع وجدتهم في التعامل مع الحياة 1 1-الناجحون المنطلقون المحددون لمسارهم المتيقنون من طريقهم. فهؤلاء هم الفائزون في الدنيا والآخرة ونحن نتعاون معهم لأنهم قوة لنا جميعا كبشر وكأمة 2 . الجادون في الوصول لغاياتهم مهما كلفهم ذلك من مهام واجتهاد. فهؤلاء قوة للأمة أينما كانوا، فهم معنا على الطريق نحن وهم صفا واحدا نعين بعضنا بعضا. 3. الباحثون الذين لديهم الاستعداد للتطبيق والتضحية والجد ونبذ الشكوى والتذمر والإسقاط. فهؤلاء سيجدون منا كل العون الممكن، وسيصلون في النهاية إلى الطريق الصحيح والى بر الأمان والنجاح 4. المسقطون غير الجادين، المنتظرون للسماء أن تمدهم بالحلول، والحظ أن يزودهم بالتغير، ولآخرين أن يعملوا عنهم. فهؤلاء قد صرفنا النظر عنهم، لأنهم يمتصون الكثير من الطاقات الايجابية في مقابل النتائج القليلة فهم يائسون وبائسون. 5. المثبطون غير الراغبين في الجد والاجتهاد. فهؤلاء ونحن في مفترقين مختلفين لا نلتقي. فان كنت من النوع الأول أو الثاني أو الثالث فان هذا البرنامج قد خصص لك، أما إن كنت من النوع الرابع أو الخامس فأننا ننصحك بالاستشارة النفسية لدى المختصين لتعالج نفسك قبل فوات الأوان ما هى الرسالة وما الرؤية؟ حكي عن حكيم عربي قال:"ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله". أولا: تعريف الرسالة : الرسالة لغة: الواسع و الشيء اللطيف أو الطفيف والخطاب المرسل إلى فرد أو جماعة ، كتاب مشتمل على قليل من المسائل تكون في موضوع واحد. ا لرسالة اصطلاحا: هي المهمة أو الدور، وهي ما تود أن تسير عليه في الحياة تقول لشخص: ما رسالتك في الحياة...؟ أو ما دورك في الحياة..؟. أو ما مهمتك في هذه الحياة...؟ وهي عن شيء عام وطريق دائم. ثانيا : تعريف الرؤية : الرؤية لغة: النظر بالعين والقلب، والرؤيا ما رأيته في المنام، والرؤيا: الإبصار، ومنه رؤية هلال رمضان لأول ليلة منه. والرؤية اصطلاحا: هي النتيجة النهائية التي تسعى شخصيا لصنعها.يعني هي ما تود الوصول إليه. والرؤية كلمة عامة للأهداف، بما أن الأهداف تنقسم إلى بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى. * الرسالة = مهمة. * الرؤية = خطة قصيرة و متوسطة وبعيدة المدى. مقارنة بين الرسالة والرؤية: الرسالة غير محددة بهدف. مثال: " رسالتي أن اعلم الناس " فذلك شيء لا ينتهي، فأنت تعلم الناس حياتك كلها. اتجاه ليس له حسبة. غاية. تحس وتستشعر. نوعية الرؤية مقصد وهدف تصل إليه. مثال: "رؤيتي أن أكون مديرا" شيء محدد ويجب أن ينتهي فبعد أن تكون مديرا تكون قد أنهيت مهمتك. نتيجة تقاس وتحسب. وسيلة. تعد وتقاس بالعقل. كمية. إذا هكذا نكون قد عرفنا الرسالة والرؤية الفرق بين اللذى لديه رسالة والشخص الذى لديه رسالة ورؤية الشخص الذي يحمل رسالة ورؤية كمثل قبطان السفينة ينقل البضائع بين البلدان، ويعرف الموانئ الجيدة من الموانئ الغير جيدة، كما أنه يعرف أماكن القراصنة ويعرف متى تأتي العواصف وكيف يتصرف معها إذا أتت ، ويعرف كيف يدير البحارة والاتصال بهم، وهكذا هو واضح في اتجاهاته ومقاصده، بينما الشخص الذي لا رؤية له ولا رسالة كمثل قبطان السفينة الذي لا يدري اتجاهه ولا يعرف عن القراصنة شيئا ولا دلالة له في الأجواء البحرية أو إدارة البحارة، فهو أحيانا يتمتع بالهواء الطلق، لكنه أحيانا يتعرض لقرصنة، وأحيانا ينزل في ميناء أهله مضرون وأحيانا يخسر بعض رجاله بسبب العواصف التي لا يعرف كيف يتعامل معها. إن الشخص الذي لا رسالة ولا رؤية له معرض لهزات اجتماعية ونكبات مالية واضطرابات نفسية... فأغلب الذين لا رؤية ولا رسالة له . إن كل إنسان يحمل رسالة واضحة فهو عظيم.وكل إنسان ليس له رسالة فهو مشرد، وما ينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة وعلى الدولة وعلى الأمة أنواع الناس في الرسالة والرؤية: الناس أربعة أنواع في الرسالة والرؤية: 1. من لهم رسالة ورؤية (الانبياء والقادة ): فهؤلاء يعرفون مسارهم وتخصصهم فيه، ولديهم أهداف واضحة، فهؤلاء العظماء المؤثرون، السعداء، الأقوياء، المنتجون، الواضحون، مثلهم مثل الأنبياء والرسل والقادة، الذين غيروا في أمتهم ومجتمعاتهم، و أروع الأنبياء محمد- صلى الله عليه وسلم- وسيرته مليئة بالمثل الصحيح و القويم، وأروع القادة والإصلاحيين العمران: عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما. 2. من لهم رسالة دون رؤية (المشايخ ): فهؤلاء يعرفون مسارهم لكن ليس لديهم خطة مكتوبة فهم صالحون، نافعون، والقادة والمربون وهؤلاء جيدون غير أنهم غير واضحين في تحقيق الرسالة. ليس لديهم خطة ومتابعة وفيهم جمع كبير ربما الأكبر من المتدينين و المشايخ فهم زينة الدنيا وهؤلاء عادة ما يحققون السعادة دون النجاح. 3 من لهم رؤية دون رسالة( التجار): فهؤلاء يعرفون ما يريدون دون أن يحددوا مسار حياتهم، مثلهم مثل العاملين في مؤسسات هادفة، والتجار المركزين في تجارتهم فقط من أجل المال والنجاح، وهؤلاء جيدون في الخطوط الثانية في سير الحياة لكن عادة ما يحققون النجاح ولا يحققون السعادة. 4 4. من لا رسالة ولا رؤية لهم (الشباب التائهين) : فهؤلاء لا يعرفون مسارهم في الحياة ولا يعرفون ما يريدون فهم أنواع، منهم الحائرون فهؤلاء عليهم تحديد مساراتهم وتخطيط حياتهم وهذا البرنامج ينفع أيما نفع لهم، وهناك نوع غائب في معطيات الدنيا غائص في اللذات فحسب، ليس لحياته سوى البحث عن المتعة. إن المتعة شيء جميل للإنسان، لكنها ليست غايته وليست هي مطلبه الوحيد. إن الرسالة مرتبطة ارتباطا عميقا في السعادة. والرؤية مرتبطة ارتباطا عميقا في النجاح. ولك الخيار لو شئت أن تجمع بين الرسالة والرؤية لتحصل على السعادة والنجاح معا.
__________________

الرسالة الشخصية:
كيف تضع رسالتك في الحياة ؟ أول شيء نود معرفته أنا وأنت الآن هو معرفة رسالتك الحالية، ومن ثم تغييرها أو الإضافة عليها. إن هذا الموضوع مهم جدا،أي إنسان يود أن يغير أو يحسن من وضع معين لا بد له من معرفة وضعه الحالي أولا، ومن ثم ما يود الوصول إليه.

الاستراتيجية الصحيحة في التغيير.

تجد أن الدائرة الأولى هي الواقع. والدائرة الثانية هي الطموح والخط الموصل بين الدائرتين الخطة. طريقة رائعة في اكتشاف رسالتك،وهذه الطريقة نسميها عادة طريقة الصعود. الخطو ة الاولى تمرين: الآن أريد منك أن تختار هدفا تود تحقيقه هذا الأسبوع، أو هذا الشهر، أو هذه السن دعنا نسمي هذا الهدف حصيلة قد تكون شراء سيارة مثال : حوار بين خالد صاحب السيارة : السائل له. صلاح: أريدك أن تتخيل أنك فعلا حصلت على السيارة التي تريد، فما الذي يحققه لك تحقيق هذه الحصيلة بحد ذاتها؟ خالد: أوفر الوقت الكثير. صلاح: وتخيل أنك فعلا بدأت توفر الوقت الكثير بالدرجة التي تحب أن توفر فيه الوقت، فما الذي يحققه لك بعد ذلك حتى أكثر أهمية؟ خالد: أنتج أكثر. صلاح: جيد أرجو أن تتخيل أنك فعلا بدأت تنتج أكثر بالدرجة التي تحب أن تكون فيها، فما الذي تحققه حتى أكثر أهمية؟ خالد: شعور بالرضا. صلاح: جيد جيد.أريد منك أن تشعر بالرضا بالدرجة التي تحب أن تكون فيها فما الذي تحققه حتى أكثر أهمية؟ خالد: رضا الله. صلاح: جيد شكرا خالد. والآن أود أن اذكر لك بأني وقفت مع خالد عندما بلغ أعلى شيء وهي الحالة الجوهرية. الخطوات للوصول الى الحالة الجوهرية هى 1- أن تبدأ بحصيلة 2- ثم تصبح هدفا، 3- ثم تصبح بعد ذلك غاية، 4- ثم بعد الغاية تصل للحالة الجوهرية. متى تعرف أنك وصلت للحالة الجوهرية؟ تعرف ذلك إذا وصلت لمرحلة لا ترى أو لا تشعر بأن هناك مرحلة بعدها، عادة ما تكون هذه المرحلة ارتياح عام وهدوء عجيب وانسجامية قصوى بين العقل والروح والجسد. **

امثلة على اهداف متنوعة ... مثال: الحصيلة: شراء سيارة/- الأهداف: هدف مادى-/ الغاية:الشعور بالفرح – الطمأنينة/ الحالة الجوهرية: الراحة – السعادة مثال الحصيلة: ختم القران / الاهداف ال شعور بالفرحالراحة النفسية – السعادة الحالة الجوهرية: الإيمان العميق – القرب من الله مثال الحصيلة: اضبط مشاعري الأهداف : هدف اجتماعي الغاية: الراحةالسعادة الحالة الجوهرية: أخلاق عالية – مكارم الأخلاق مثال الحصيلة: أخذ الدبلوم الأهداف: هدف علمي الغاية: الأمل – الراحة الحالة الجوهرية: السعادة تدريب عملى الآن قم بالتالى : 1- عمل جدول 2- أكتب الحصيلة 3- حدد الغاية 4- الحالة الجوهرية 5- ركز على أكثر من جانب ( الجانب الإيماني - المادي - الاجتماعي - الدعوي - العلمي ..الخ..) لابد أن الغايات و الحالة الجوهرية ستكرر في أكثر من جانب 6- قم بملاحظة الغايات المتكررة و سجلها عندك في ورقة 7- تخلص بأهم غايتين أو ثلاث من المتكررات حسب اعتقادك 8- اسمح لنفسك أن تأتي بكلمة أو جملة أو شعور يعبر عن رسالتك من هاتين الكلمتين أو الكلمات المعبرة عن الغايات . مثال: في المثال السابق تكرر: السعادة و الراحة، يعني نقول الرسالة ( أسعد نفسي و أريحها ) و هكذا .. قم بكتابة رسالتك الكاملة الآن ... وأذكرك بصيغة الرسالة: الرسالة مستمرة تأتي كفعل مضارع ،الآن مثل: ( أن أقوم بتأمين أو إسعاد أو تقوية أو تحقيق أو مساعدة أو تعليم أو رفع ) وهكذا ، فالرسالة في المضارع وليست في الماضي ولا المستقبل بل هي الآن وفي كل زمان. الغاية في الهدف الأول أن تحقق السعادة لنفسك وللآخرين. وفي الهدف الثاني أن تتعلم لنفسك وتعلم الآخرين. وفي الهدف الثالث أن ترتقي بسلوكك وبسلوك الآخرين. وفي الهدف الرابع أن تساعد في تحقيق النجاح في علم الهندسة بما يخدم السلك الهندسي والبشري ...لاحظ أن رسالتك احتوت على التالى :

على إسعاد نفسك والآخرين إذا هي رسالة كاملة، فإن لم تكن كذلك فهي ناقصة فتحتاج إلى إضافة إليها أو عليها لتكتمل. فقد تكون خاصة بك، أو بغيرك فقط . الصواب أن تكون إرضاء الله بإسعاد نفسك والآخرين وتنوير مجالات حياتهم المختلفة. وهذا التوازن بين نفسك والآخرين. كما في الحديث" إن لنفسك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه"رواه البخاري . ورسالة الأنبياء من أعظم الرسالات وهي تبليغ الدعوة للآخرين بعد الامتثال بها، قال تعالى:( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ). محمد الآية 19ملاحظة في إضافة الغاية الكبرى: وهي أننا كمؤمنين غايتنا الكبرى رضا الله سبحانه وتعالى عنا. هناك كثيرون أعمالهم في خطر، وقديما قال أحد العارفين:(الناس في هلكة إلا العالمين. والعالمون في هلكة إلا العاملين، والعاملون في هلكة إلا المخلصين،والمخلصون على خطر عظيم والسبب تلك النية الخفية). ومن هنا تدرك كيف أن الاسلام أعطى للنية وضعا خاصا، فقد علق أبو داوود السجستاني صاحب السنن على حديث عمر هذا: ( إنما الأعمال بالنيات) قائلا:"إن هذا الحديث ثلث الدين"، هذه مسألة ينبغي أن تكون واضحة في البداية في وضع رسالتك.. النية لكى تكون صالحة تشمل على التالى :

1- عمل موافق للكتاب والسنة 2- يكون لوجه الله تعالى فقط... والله اعلم

ليست هناك تعليقات: